في أواخر القرن التاسع عشر- وأوائل القرن العشرين، كانت روسيا تعتبر دولة متخلفة تقنيا وقد صدرت معظم الأسلحة من البلدان الغربية. ومع ذلك شهد القرن العشرين نموًا كبيرًا في الصناعة الوطنية. في فترة تاريخية قصيرة، تحولت الدولة إلى قوة قوية وجبارة ذات قدرات وإمكانات عسكرية وتقنية هائلة وأحد أكبر المصدرين لأكثر أنواع المنتجات الصناعية عالية التقنية - الأسلحة الحديثة والمعدات العسكرية.
وقد ساهم ذلك في تحقيق الحق السيادي لكل دولة من الدول الشريكة في الدفاع عن نفسها بصورة فردية وجماعية وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وفي الحفاظ على دور روسيا وتعزيزه في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لروسيا، أصبح التعاون العسكري الفني مع الدول الأخرى مجالاً خاصاً لنشاط التجارة الخارجية هو مجال يقع عند نقطة التقاء السياسة العالمية وتجارة الأسلحة العالمية. تتمثل الأهداف المهمة للتعاون العسكري الفني لروسيا مع الدول الأجنبية اليوم في تعزيز المواقف العسكرية والسياسية للبلاد في مختلف مناطق العالم، وكذلك الحفاظ على المستوى المطلوب القدرة التصديرية في سوق الأسلحة الدولية. لذلك، يعمل المتخصصون العاملون في هذا المجال على تحسين أشكال وأساليب أنشطتهم باستمرار..
واليوم يتطور العالم بصورة دينامية ويتغير مضمون ومحتوى التعاون العسكري الفني تدريجيا أيضا. تتحول علاقات شراء وبيع الأسلحة والمعدات العسكرية إلى تطوير مشترك لنماذجها وإنتاجها وبيعها وتقديم خدمات الصيانة الفنية مع الشركاء. يتم تحديد نتائج هذا العمل من خلال مرونة القوانين التي تحكم نظام التعاون العسكري الفني وقدرة الشركات والمؤسسات على إنشاء وإنتاج المنتجات والسلع العسكرية التنافسية على أساس معايير "الكفاءة – التكلفة"، وكذلك ضمان الدعم المناسب والمستمر من الدولة للعلماء والمصممين والمهندسين والفنيين والعمال الذين يصنعون هذه المنتجات والسلع.
وفي الواقع، تتضمن العملية الحديثة لتصدير المنتجات والسلع العسكرية تحليلًا لظروف السوق العالمية، وتحديد احتياجات البلد المشتري المعين، والتسويق المستهدف، وإعداد العروض التجارية والمفاوضات متعددة المراحل والمطولة في كثير من الأحيان وإبرام العقود وإنتاج وتسليم نماذج الأسلحة إلى المشتري ومن ثم خدمات صيانة فنية لها ما بعد البيع وتحديثها. بالإضافة إلى هذه المراحل الرئيسية، هناك العديد من الفروق الدقيقة المهمة والتي يعتمد عليها في بعض الأحيان مصير عقود بمليارات الدولارات ومصداقية ومكانة روسيا كشريك موثوق به في العالم..